سيطرت ثقافة "take away" على كل شىء فى حياتنا خاصة العلاقات الإنسانية وعلى رأسها الزواج.
الذى أصبح للأسف الشديد فى زماننا هذا زواجاً مؤقتاً بعيداً كل البعد عن الاستقرار والديمومة والأبدية والتضحية والصبر.
وغيرها من المعانى الرائعة والأهداف السامية المتعارف عليها والواجب توافرها لاستمرار الزواج!!..
فرغم الغلاء الفاحش الذى طغى واستوحش خلال السنوات الأخيرة إلا أن الطلاق صار أسهل وأسرع قرار يتخذه العديد من الأزواج وترغب فى حدوثه الكثير من الزوجات أيضاً دون النظر إلى عواقبه الوخيمة وثمنه الغالى الذى يدفعه فى المقام الأول الأبناء!!..
لا شك أن هناك زيجات كثيرة فاشلة يستحيل استمرارها حتى لا تتفاقم الأمور وتزداد فشلا وسوءاً.
ولكن هناك على الجانب الآخر زيجات تنهار بكلمة واحدة لأسباب تافهة غير مقنعة كان يمكن القضاء عليها بسهولة مثلها فى ذلك مثل الأكلة قليلة الملح التى يغضب عليها آكلها.
ويقسم على عدم الاقتراب منها رغم أن علاجها سهل جداً ولا يكلفه شيئاً سوى إضافة قليل من الملح أيضاً كى تصير الأكلة بالنسبة له صالحة للأكل!!..
هناك عدة أسباب لهذا الزواج المسرطن من أهمها:
* سوء تربية الأبناء من الأساس وبُعد الأمهات والآباء عنهم إما لانشغالهم بتوفير لقمة العيش.
وإما لعدم وعى الوالدين بأساليب التربية السليمة وغرس القيم والفضائل والأخلاق الحميدة داخل الأبناء الذين هم أمهات وآباء المستقبل!!.
* سوء الاختيار من قِبَل الطرفين وعدم الاهتمام بشرط التكافؤ، فضلاً عن الاكتراث بالمظهر الخارجى الخادع دون الجوهر الذى يظهر بعد ساعات قليلة من إتمام الزواج بعد نزع المساحيق وخلع القناع المزيف الذى ارتداه كل منهما أثناء الخطوبة للتجمل والتزوير!!.
* ضعف إيمان أحد الطرفين أو كليهما حيث ينتج عنه سخط دائم وعدم رضا بالمكتوب!!.
* ما يتم عرضه ليل نهار على الفضائيات من أفلام خليعة وأغانى داعرة تجعل كل منهما يسخط على حاله ويتمنى ويرغب فى ما ليس له!!.
* انتشار المخدرات فى مصر بشكل ملحوظ حيث يتعاطاها الكثير من الأزواج وحالياً بعض الزوجات، والتى لها آثار سلبية ومدمرة على كل أجهزة الجسم وخاصة الجهاز العصبى لأنها رجس من عمل الشيطان قياساً على الخمر!!.
مَن ينظر إلى الأسباب السالف ذكرها يشعر أن القضاء عليها مستحيل، ولهؤلاء أقول: إذا سلمنا بنظرية المستحيل واستسلمنا لحالة العجز والوهن التى ترسخت فى كل مجالات الحياة فى مصر لن تقوم لنا قائمة ولن ننهض من سباتنا العميق.
وسنظل فى ذيل الأمم إلى أن نلقى الله ولكن علينا أن نطبق تعاليم الدين ونحاول تغيير واقعنا الأليم لتتحسن أوضاعنا وأوضاع الجيل القادم الذى هو أمانة بين أيدينا شعباً وحكومة.
فإذا أحسنا صنعه وتهيئته وتربيته دعا لنا وصان جميلنا، وإن بعدنا عنه وأسأنا تربيته وتنشئته وتركناه فريسة سهلة ولقمة سائغة لمن أراد التهامه والقضاء عليه دعا علينا واقتص منا يوم القيامة..
اللهم ولى علينا خيارنا ليرفعوا راية الإسلام والحق وينظفوا البلد من مخلفات النظام الملعون السابق الذى نشر الفواحش فى كل بقاع مصر لينهار البلد ويضيع الجيل بأكمله!.
الكاتب: هناء المداح